صناعة (كرة القدم) لغز كبير لم يفهمه سوى (تانغو) و (اديداس) : الأولى حيرت العلماء والصناعيين من أي نقطة بدأت حياكتها، والثانية وضعت كرات صغيرة معبأة بالغاز داخل الكرة
مئات الملايين من المشاهدين .. مئات المليارات من الدولارات بين النفقات والأرباح يتم تداولها في مباريات كرة القدم والتي تعد الرياضة الاكثر شعبية في العالم، رغم كونها مجرد لعبة تدور حول "الكرة".
ولكنها كرّة ليست كأي شكل هندسي آخر ، لانها تخضع لمواصفات ومقاييس دقيقة صارمة، يحددها الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" والذي يقوم بسلسلة إختبارات دقيقة لفحص الكرة قبل أن تصادق عليها وتمنحها تسمية "فيفا أبروفد" أو "فيفا أنسبكتيد" أو "انترناشيونال ماتش بول ستاندارد" التي تخوّلها لتصبح نجمة المعلب لمدة تسعين دقيقة على الاقل.
وتتناول سلسلة الاختبارات المذكورة الوزن والقطر والاستدارة والضغط والارتداد وقدرة الكرة على تشرّب المياه، للتأكد من جاهزيتها للعلب
وعند الحديث عن كرة القدم , لا يمكن تجاهل دور " اديداس" التي اقترن اسمها بصناعة الكرة عام 1963 عندما انطلقت الشركة في "صناعة بالونات كرة القدم" التي كانت حتى ذلك الوقت ثقيلة الوزن، بنية اللون ومؤلمة . وصممت أديداس اول نموذج لها أطلقت عليها أسم "سانتياغو"، تبعته موديلات أدخلت عليها تحسينات كثيرة. وفي عام 1968 بدأ استخدام كرة "اديداس" بشكل منتظم في كبرى المباريات الدولية. ودخلت كرة أديداس "تلستار" تاريخ كرة القدم خلال بطولة العالم لكرة القدم التي جرت في المكسيك عام 1970.
وقدمت أديداس رسميا كرة "تلستار" خلال بطولة العالم في كرة القدم التي جرت في ألمانيا عام 1974، وهو أول فوتبول مصمم من المخمّسات السوداء التي ستصبح شعاركرة القدم الحديثة. وكان إختيار الاسم "تلستار" لأن مباريات الكرة كانت لأول مرة يتم تصويرها وبثها تلفزيونيا .
الا ان أديداس لم تتسطع تحقيق معجزة كرة "تانغو" التي استخدمت في بطولة العالم في الارجنتين عام 1978 في إشارة الى رقصة التانغو التي انطلقت من هذا البلد . وقد حاز موديل "تانغو" شهرة واسعة واستخدم خلال الالعاب الاولمبية ومباريات بطولة اوروبا. وشكّل هذا الموديل المؤلف من 32 عنصرا، لغزا نظرا لكونه "بلا بداية ولا نهاية". وقد حيّر أبرز خبراء الرياضة والتصنيع الذي عجزوا عن اكتشاف في اي مكان من الكرة المستديرة بدأت حياكتها .
بعد ذلك بدأت التكنولوجيا في تطوير كرة القدم حيث ساهم التطور التقني عام 1994 في التوصل الى كرة "كويسترا" من فرنسا، من مركز الادراسات والابحاث الخاص بشركة "اديداس". وأمتدت اختبارات الشركة بعدها الى الولايات المتحدة والمانيا حيث وضعت الكرة بين بين أقدام، لاعبين محترفين وهواة.
الثورة الأكبر كانت في عام 2002 عندما قامت " اديداس " ايضا بإنتاج كرة " فيفر نوفا"والتي اعتبرها خبراء الصناعات الرياضية العالمية اكثر تطورا وثورية من كل كرات العالم المصنوعة حتى الآن . وتتألف طبقة الأسفنح من كرِّيات مصغّرة ومعبّئة بالغاز. وهذا ما جعل من كرة "فيفر نوفا" ألاكثر مقاومة للضغط ومنحه قوة ارتدادية دينامية مذهلة وفّررت للاعبين دقة وتحكما لم يسبق لهما مثيل حسب شهادات ابرز اللاعبين الدوليين
الخميس يناير 24, 2008 2:43 am
